الدراسات والحوارات القانونية والإجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدراسات والحوارات القانونية والإجتماعية

الحوارات القانونية / المقالات / الدراسات 
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تطور مفهوم التدبير العمومي : جزء من بحث لنيل ماستر للباحث محمد صديق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 30/11/2009

تطور مفهوم التدبير العمومي  :  جزء من بحث لنيل ماستر  للباحث محمد صديق Empty
مُساهمةموضوع: تطور مفهوم التدبير العمومي : جزء من بحث لنيل ماستر للباحث محمد صديق   تطور مفهوم التدبير العمومي  :  جزء من بحث لنيل ماستر  للباحث محمد صديق Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2009 6:56 pm

الفصل التمهيدي: تطور مفهوم التدبير العمومي

يتموضع مفهوم التدبير العمومي في خضم الانشغالات والاهتمامات التقليدية والأصلية لعلم المنظمات، فالتدبير هو علم محكم ومعقلن غايته الأساسية تتمثل في النفعية العلمية لكن رغم هذا التوجه البرغماتي عمل رواد المقترب التدبيري على استخراج نظريات ونماذج تهم التدبير المحكم المعقلن داخل أي منظمة كيفما كانت سواء عامة أو خاصة فمدرسة علم التدبير تهدف إلى تفصيل العمليات الإدارية انطلاقا من تصور علمي لحقيقة المنظمة ، فكيف تطور مفهوم التدبير العمومي بين النشأة الأوروبية والنشأة الأنكلوسكسونية ؟

المبحث الأول: تطور مفهوم التدبير العمومي في أوروبا

تطور التدبير العمومي الأوروبي، جاء نتيجة الرغبة في التفسير والتطور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وإعطاء نفس جديد لمفهوم الدولة، وبالتالي فهذا التطور مر بمرحلة تكريس علم الإدارة وصولا إلى نهضة هذا العلم في مرحلة ثانية فإلى أي حد برز هذا التطور؟

المطلب الأول: تكريس العلوم الإدارية:

إذا كان القانون الإداري يهتم أساسا بالقاعدة القانونية فإن علم الإدارة مادة موضوعية قد لا يهمل القانون لكنه يهتم أكثر بالطريقة التي تنفذ بها تلك القاعدة القانونية ويمكننا تعريف علم الإدارة بأنه تلك المادة التي تدرس السير الحقيقي للإدارة العمومية .
فمعالم علم الإدارة بدأت تظهر في أوروبا انطلاقا من القرن السابع عشر حيث برزت الاهتمامات ببناء الدولة بمفهومها الحديث أي الخروج من نظام الإقطاعيات والنظام الفيدرالي إلى نظام الدولة الموحدة وقد اهتم علم الإدارة في هذه المرحلة بجمع نصوص القانون الوضعي ووصف المؤسسات الإدارية واقتراح تحسينات لها، وذلك لضمان صيرورة واستمرارية وتقوية النظام الاجتماعي الجديد .
وفي القرن الثامن عشر أدى ظهور فكرة الليبرالية أو دولة القانون إلى الاهتمام أكثر بالدراسات الدستورية عوض المشاكل الإدارية هذه الفترة عرفت ما يمكن أن يسمى باندثار علم الإدارة لفائدة تكريس القانون الإداري، حيث لم يعد ضروريا تقوية الدولة بقدر ما صار ضروريا إيجاد ضمانات ضد كل تجاوزات محتملة من طرفها، وهكذا انتقلت الدولة في أوروبا من دولة البوليس إلى دولة القانون.
إن هذا الوضع مكن المنظرين من التركيز في دراستهم على رقابة الأجهزة الإدارية وهكذا وطيلة قرن من الزمن (ق 19 ) هيمن التيار القانوني والقضائي على الدراسات المتعلقة بالإدارة العمومية وابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين وقع الاهتمام من جديد بعلم الإدارة نظرا لتطور الدولة الليبرالية إلى دولة متدخلة في الاقتصاد والحياة الاجتماعية لذلك برز عدم تكييف الإدارة مع وظائفها الجديدة وعدم كفاية اللجوء إلى التحليل القانوني لتحسين بنياتها ومناهج عملها الشيء الذي أدى بالمفكرين إلى الاعتماد على العلوم الأخرى في محاولة لفهم وشرح الظاهرة الإدارية .




المطلب الثاني: نهضة علم الإدارة في أوروبا

لما تدخلت الدولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية أصبح لزاما عليها أن تهتم بالفعالية والمردودية، أي بعبارة أخرى، أصبح احترام الشرعية غير كاف لبلوغ فعالية ومردودية المرفق العمومي، كما أن تدخل الدولة لا يمكن أن يتسم بالنجاح وفي ظروف ملائمة إلا إذا توقفت البنيات القانونية والإدارية عن كبح جماح مسلسل التغيير والتطوير الذي يعرفه دور الدولة داخل المجتمع .
وهكذا فالنهضة التي عرفها علم الإدارة يجب ربطها بالمذهب الإصلاحي وفهمها في إطار إرادة العقلنة هذا المذهب الذي أخذ عن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الإعانات المادية والمالية والتقنية التي قدمتها إلى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية سيما في إطار ما يعرف بمشروع مارشال .
إن الاعتماد أساسا على القاعدة القانونية لتحليل الظاهرة الإدارية أصبح عديم الجدوى لفهم وتفهم منطلق التحولات التي عرفها دور الدولة، وبالتالي فهم نتائج هذه التحولات على مستوى الأجهزة الإدارية .
إلى جانب ذلك نجد أن العديد من الدراسات الإدارية تم اقتحامها من طرف علماء الاجتماع ويتجلى هذا الاقتحام في عالم الاجتماع " ماكس فيبر" Max weber الذي اهتم بدراسة اجتماعية لظاهرة البيروقراطية وذلك بتحليله للعلاقات الموجودة بين ممارسة سلطة شرعية معقلنة من طرف الدولة الحديثة وشكل التنظيم البيروقراطي للإدارة هذا التنظيم المتميز بالاحتراف وتسلسل الوظائف والمهام وحياد القاعدة القانونية.
كما يتمثل هذا الاقتحام في عالم الاجتماع الفرنسي ميشال كروزي Michel Grozier الذي تأثر كثيرا بما درسه من مفاهيم أمريكية وأعمال سيكولوجية وسوسيولوجية وظفها لدراسة الظاهرة الإدارية وذلك للوصول إلى أفضل الطرق والوسائل الناجحة لتسيير وتدبير المرافق الإدارية لبلوغ أهدافها
فإلى أي حد برز تطور مفهوم التدبير العمومي الأنكلوسكسوني مقابل نظيره الأوروبي؟

المبحث الثاني: تطور مفهوم التدبير العمومي الأنكلوسكسوني
لقد نشأ علم الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وذلك استجابة لمطلبين اثنين هما : محاربة الفساد الإداري الذي بلغ درجة خطيرة إبان الحرب الأهلية، والمطلب الثاني هو ضرورة التوفر على بنيات إدارية جديدة تسمح بالانتقال من دولة قروية وفلاحية إلى دولة حضرية وصناعية، وينشد علم الإدارة الأمريكي تحقيق هدفين: فصل الإدارة عن السياسة وتطبيق مناهج تحسين الإنتاجية في المنظمات الصناعية الخاصة على الإدارة العمومية .
فعلم المنظمات يهتم بما هو مشترك بين جميع المنظمات كيفما كان نوعها وكيفما كانت طبيعتها ولا يهتم بخاصية منفردة بالمنظمة، فهذا العلم يحاول تسليط الَأضواء على مسلسل التعاضد والانسجام والتكيف مع المهام داخل كل الوحدات المنشأة قصد تحقيق أهداف مختلفة ، فكيف تطور علم المنظمات في الولايات المتحدة؟ وإلى أي حد امتد هذا العلم إلى أوروبا ؟

المطلب الأول: بروز علم المنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية
تأسس علم المنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة نظريات ومداخل أثرت في الفكر الإداري والتنظيمي كنظرية التنظيم العلمي للعمل " لهنري فايول Henri Fayol " ومدرسة العلاقات الإنسانية إضافة إلى نظرية المنظمات
1-نظرية التنظيم العلمي للعمل
تنطلق هذه المدرسة من كون المنظمة هي عبارة عن آلات تقنية وأفراد بشرية هدفها المردودية والإنتاج المرتفع نتيجة العقلنة وضبط مناهج ووسائل التسيير، فهنري فايول ، حاول في كتابه وممارساته إبراز العناصر الأساسية لإنجاح المنظمة منها على الخصوص :
- تخصص المهام
- تبسيط العمليات
- توحيد الإجراءات
- وحدة القيادة
- مركزية القرار
- التنظيم حسب الوحدات أو الشعب
- الإشراف والمراقبة
وينتمي كذلك لهذه المدرسة فرديريك تايلور حيث يعتبر أول من استخدم أسلوب الإدارة العلمية حيث أنه قام بالدور الرئيسي في توضيح الأسس الفكرية وذلك بفضل الأبحاث والدراسات التي قام بها في هذا المجال خاصة في مجال الصناعة حيث أن التقدم العلمي خلق مشاكل تكنولوجية وإنسانية وكان على الإدارة مواجهتها ومن أبرز الدراسات التي قام بها هي دراسة الحركة والزمن وبها وصل إلى الأداء المثالي من جانب العمال، كما قام أيضا بدراسة علاقة الأجور التشجيعية لأداء العمل لزيادة الإنتاجية من جانب العمال كذلك ودرس العمل الإشرافي وفصل بين التخطيط والتنفيذ .
وكانت المساهمة الأساسية لتايلور في إرساء المبادئ الأساسية للإدارة العلمية في :
- إحلال الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل .
- الاختيار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس عملي
-تعاون كل الإدارة والعمال طبقا للإدارة العلمية
-تقسيم عادل للمسؤولية بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل وقيام العمال بالتنفيذ .

2-مدرسة العلاقات الإنسانية
إلى جانب المنظمة الشكلية هناك منظمة غير شكلية تتجلى في العلاقات الاجتماعية، داخل المقاولة كالعلاقات في إطار الزمالة، علاقات السلطة، علاقات الخضوع، إضافة إلى وجود أحاسيس وردود أفعال نفسية متعددة ومتنوعة كالثقة والتشجيع والتحفيز الإحباط ... .
فبمجرد الاقتناع بضرورة وجود تلك العلاقات الإنسانية داخل المنظمة أصبح دور المختصين في العلاقات الإنسانية يزداد أهمية داخل المقاولات ويفوق أحيانا دور المهندسين والتقنيين بصفة عامة ولقد ركزت مدرسة العلاقات الإنسانية على ما يلي :
- الاهتمام بالجانب الإنساني بعكس المدرسة الكلاسيكية التي اهتمت بالجانب المادي للعملية الإنتاجية واعتبرت الإنسان عنصرا من عناصر الإنتاج لا يختلف عن الآلة .
- اهتمت بالحوافز المادية فيما اعتبرت المدرسة الكلاسيكية أن الإنسان اقتصادي لا يهتم إلا بالمادة وحدها .
- أن العمل نشاط جمعوي
- أن الحاجة إلى التقدير والأمن والشعور بالانتماء لهما أهمية بالغة في تحديد الروح المعنوية للعمال وإنتاجيتهم من الظروف التي يعملون فيها .

3- نظرية المنظمات
يعتبر هيربرت سمون Herbert Simon رائد نظرية المنظمات، فهذه النظرية تعتمد على تعددية العلوم ، كما أن حقل أبحاثها شاسع جدا، يضم كل المنظمات سواء كانت عمومية أو خاصة حيث إن هذه النظرية تعتبر كل تجمع بشري منظمة لها شكل رسمي وشكل غير رسمي أي علاقات متعددة ومتنوعة .

المطلب الثاني: امتداد علم المنظمات إلى أوروبا

ذهبت العديد من الدراسات على أن التطورات المنظماتية تأخرت في تأقلمها مع المناخ المعرفي والعملي في أوروبا غير أن حركة الإصلاح الإداري كانت سابقة إلى إعادة النظر في مقاربة الظاهر الإدارية ، وبالتالي طورت علم الإدارة الأوروبي .
أدى تدخل الدولة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية إلى الاهتمام بالتحليل المنظماتي كما أن أعمال ونظريات رجال الاجتماع الأمريكيين انتشرت بشكل تصاعدي في بلدان أوروبا الغربية إضافة إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية وجدت الإدارة العمومية الأوروبية نفسها ميالة أكثر إلى المفاهيم والقيم الجديدة في مجال التسيير والتدبير وهي تتمحور حول المنافسة والفعالية والمردودية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://droit.akbarmontada.com
 
تطور مفهوم التدبير العمومي : جزء من بحث لنيل ماستر للباحث محمد صديق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدراسات والحوارات القانونية والإجتماعية  :: الفئة الأولى :: العلوم الإدارية-
انتقل الى: